10.12.2023
الزملاء والزميلات الكرام,
يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لحقوق الإنسان واعتماد "إعلان حقوق الإنسان لجميع الأمم بشأن حقوق الإنسان" من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948. من الصعب للغاية الحديث عن حقوق الإنسان عندما نكون في فترة حرب, التي هي في حد ذاتها انتهاك كامل لحقوقنا الإنسانية وحقوق الطرف الآخر، الأحداث الصّعبة التي حدثت يوم 7 أكتوبر في غلاف غزة واختطاف المواطنين وإخلاء عشرات الآلاف من منازلهم تعتبر من أصعب الأحداث وأكثرها تكوينا في الوعي الإسرائيلي، والحرب التي اندلعت عقب المجزرة من أصعب الحروب التي عرفتها غزة، وأدت إلى سقوط العديد من القتلى وتهجير مئات الآلاف من السكان من أماكنهم الإقامة. ومن حيث وعينا والسرد التاريخي للأمتين، فهذه هي نقطة مفصليّة.
إعلان حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي
وفي هذه الأيام الصعبة، من المهم جدًا أن نتذكّر ونذكر المبادئ التي يرتكز عليها إعلان حقوق الإنسان، باعتبارها درسًا عالميًا مستفادًا من أهوال الحرب العالمية الثانية. حقوق الإنسان هي حقوق ممنوحة على أساس عام وعالمي، وتعبّر عن مفهوم أخلاقي يحق بموجبه لكل إنسان التمتع بالحقوق الأساسية. الحقوق لا تنبع من الدولة أو قوانينها، بل من مصدر دولي.
إن الحفاظ على حقوق الإنسان أمر مهم في أوقات السلم، بل وأكثر أهمية في أوقات الحرب، لأنه في أوقات كهذه تتغير معايير السلوك المألوفة وتحل محلها معايير وعادات جديدة. وفي حالات الأزمات هذه، يُحرم السكان المدنيون من السيطرة على ما يحدث ويتعرضون لخطر انتهاك حقوقهم بطريقة تعسفية ومتطرفة. في الحرب العالمية الأولى كان%5 من الضحايا من المدنيين، وفي الحرب العالمية الثانية %50 من ضحايا الحرب كانوا من المدنيين، واليوم حوالي 90% من ضحايا الحرب هم من المدنيين.
قانون حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني (قوانين الحرب) مدمجان مع بعضهما البعض، والتمييز بينهما مهم. لقد أعددنا لك عرضًا تقديميًا حول حقوق الإنسان أثناء الحرب يمكنك استخدامه كأساس للمناقشة مع طلابك.
إن بناء القدرة على الصمود هو هدف مهم للغاية في حالات الأزمات. فهو يسمح للناس بالنظر إلى الواقع الصعب بطريقة معقدة، هناك العديد من الخطوات التي ينبغي أن نأخذها في الاعتبار لبناء القدرة على الصمود في حالات الأزمات. وقد يطفو على السطح من جديد السؤال عن دورنا كمربّيات ومربّين، وحدود مسؤوليتنا ووظائفنا نحو المجموعات التي نعمل معها. لذلك خصصنا مقال كاملاً للدكتور مارسيلو مناحيم فكسلر حول دور الحصانة في زمن الحرب، وقد كُتب في أثناء الأزمة والأحداث في العام 2021، ولا يزال مناسبًا الآن، وهو يُعنى بتحديد الحاجة إلى سلّم أولويات تربويّ "هنا والآن" لواقعنا الصعب. ونستطيع استعماله كحجر الزاوية لبناء نظرة تربويّة لا تستسلم للواقع بل تحاول تغييره.
جزيل الشكر
طاقم التربية